تعج الساحة الاعلامية في أغلب البلدان عبر العالم باقلام و أصوات اعلامية يحترم اصحابها معايير مهنية عالية من قبيل الحياد و الموضوعية و المسافة ؛ و في مقابل ذلك يتواجد أشباه إعلاميين ديدنهم هو الصيد في المياه العكرة، وهدفهم ” الأسمى ” هو الاسترزاق بالسبق الصحفي الذي يحرصون على أن يحدثوا به صدمة لدى المجتمع عامة و عند القراء على الخصوص.
بعد هذا الفرز، سنتناول حالة صحفي مغربي معروف ب “ترمضينته” بين الفينة و الاخرى، و خرجاته “المحسوبة”، لأنها مصوبة بعناية فائقة نحو أقصر الجدران في المغرب الا وهم نساء و رجال التعليم. ان هذا “المتمرضن” استهدف مؤخرا عبر تدوينته نساء و رجال التعليم داسا أنفه في اشكالية عجزت الدولة بأطرها و مؤسساتها في تحديد مخارج لها. لكن وليضمن هذا المحترف السبق في مضغ ثوم أسياده بفمه من خلال استفزازه لرجال و نساء التعليم ، ضانا أن ذلك سيؤمن له كسب شعبية فقدها منذ زمان، وأنه سيخلق الحدث الذي غاب عنه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد و العالم (زمن وباء كورونا) ؛ انه واع بحجم الشغيلة التعليمية و زخم استجابتها لكل حركة استفزازية نظرا لتراكم مشاكلها و معاناتها في ظل انسداد الآفاق بخصوص الحوارين الاجتماعي و القطاعي. هو واع كل الوعي بأن رجال و نساء التعليم بالمغرب يشكلون قاعدة مهتمة بالمستجدات و مواضبة على تصفح الجرائد الإلكترونية و وساءل التواصل الاجتماعي المختلفة، و ان هذه القاعدة مؤهلة للتفاعل و الرد عليه و على أمثاله، بل هي أكثر شجاعة و جرأة في التعبير عن وجهات نظرها. اذا تجرأ هذا المخلوق الاعلامي على مطالبة الشغيلة بالعمل لأنها تتقاضى أجورا، فليعلم هو وغيره أن نساء و رجال التعليم هم من كانوا و مازالوا في طليعة من تجند خلال هذه الظروف الاستثنائية، و هم من أنهوا الدروس و البرامج عن بعد رغم قلة إمكانياتهم و غياب الدعم لهم، بل جلهم كان يعبأ الهواتف و الحواسيب من مالهم الخاص لتدريس التلاميذ و دعمهم الدراسي. أين كنت يا “مترمضن”؟؟ و ما دهاك حتى تخرج من صومك الكلامي وتتطاول على من علموك السحر… سحر الحروف و الكلمات.