أعلم جيدا ان أغلب الناس يفضل ألا يعبر عن شأنه الخاص و لو تعلق الأمر بمجرد ذوقه و ميله الرياضي ،خاصة إذا كان الحديث عن معشوقة الجماهير : الجلدة” أي كرة القدم التي تتيم جماهير عريضة بسحرها الجنوني. شخصيا، كانت و لا زالت علاقتي بكرة القدم علاقة حب و شغف مناسباتي لا غير؛ أعشق أن أرقب مباراة على الشاشة الصغرى للمنتخب الوطني، أو نهائي كأس العالم، أو مواجهة طاحنة بين البارصا و الريال…. . لماذا نتحفظ أحيانا عن اعلان ما نفضله أو ما لا نستحسنه من الفرق الرياضية؟ هل وصل بنا الأمر إلى درجة الخوف من التعبير الحر عن أذواقنا و عن حقنا في الاختلاف “الرياضي” ؟ هل تحول ولاؤنا لفريق بعينه إلى حجة لنكره من يختلف عنا و من يهوى فريقا لا نستسيغه؟ الآن، و بعد انطفاء جذوة كرة القدم مرحليا بسبب سيئة الذكر كوفيد 19،لم يعد البرصاوي برصاويا، و لا الريالي ملكيا، ولا الليفيربولي ليفيربوليا، على الأقل كما عهدناهم و عهدوا أنفسهم. لم تعد الملاعب ممتشقة حلل الألتراس، ولا المقاهي مملوءة عن آخرها بالجماهير المتعطشة للمباراة و لا الكراسي محجوزة و كأنها مقاعد الدرجة الأولى في خطوط الطيران الدولي. لم يعد النقاش حادا بين مشجعي الوداد و محبي الرجاء، و لم نعد نأسف على مشاهد العبث الهوليجاني بالممتلكات العامة. انتهت نسبيا لعبة التعصب للفريق و حل محلها اشتياق و حنين لأمجاد الماضي، لكنها ليست أمجاد الفرق الرياضية التي نفضلها و نكون مستعدين لقطع أحبال الود مع أعزاء لنا بسبب الاختلاف في قصة الوفاء لها. ما في الأمر هو اشتياقنا لحال ألفناه، و إيقاع حياة سارت عليه حياتنا كل نهاية أسبوع، لنحيي طقوس الحب الأعمى، و لنستطيع التعبير عن فكرة الانتماء ولو لجلدة.